-A +A
شعر: د. سعاد محمد الصباح
إلى روح زوجي وصديقي عبدالله المبارك

في ذكرى زواجنا الثامنة والخمسين (18 سبتمبر)


1

أيا ناپا

صَباحَ الخير.. يا عُصفورَتي البَحريَّةَ الألوانْ

صباحَ الخيرِ.. يا شَفَقاً بلونِ شَقائقِ النُّعمانْ

صباحَ الخيرِ.. يا بَحراً يُعانِقُني بِلا استئْذانْ

ويَجلِسُ تحتَ أقْدامي.. بلا استئْذانْ

ويأْخذُني -إذا مَا نِمْتُ- بالأَحضَانْ

صَباحَ الخيرِ.. يا قَلبي المُعلَّقَ مِثْلَ عُصفورٍ عَلى الخُلجَانْ

صباحَ الخيرِ.. يا حُبّاً أَتاني دُونَ مِيعادٍ

وَأوصَلني إلى الهَذَيانْ

2

في أيا ناپا

أتَأخذُني إليها مَرَّةً أُخرى؟

أتأخُذُني لِهذا الشَّاطئِ المَغسولِ بالأمْواجِ والشَّمسِ؟

أتأخُذُني إلى عُرسِي؟

فمُنْذُ تركْتُ بيتَ الحُبِّ لمْ أُوجَدْ بأيِّ مكانْ

ومنذُ تركتُ مَنْ أهْواهُ لمْ أُوجَدْ بأيِّ زَمانْ

أتأخُذُني إليها مَرَّةً أُخْرى

لِأجْلِسَ تحْتَ شَمسِ الشِّعرْ؟

أتأخُذُني إليها مَرَّةً أُخْرى

لِأُصْبِحَ عُشْبةً في البَحرْ؟

3

أتأخُذُني إليها مَرَّةً أُخْرى

لِأُصْبِحَ نَجْمةً زَرقاءَ عِنْدَ الفَجرْ؟

أيا ناپا.. أيا ناپا

أيا وطناً جَميلاً مِنْ طُيورِ البَحرِ.. خَبَّأْنَاهُ في الأجْفانْ

لماذا نَحْنُ.. حينَ نُحِبُّ إِنساناً

يَصيرُ خُلاصَةَ الأوْطانْ؟

أيا ناپا جزيرة صغيرة وهادئة في قبرص قضت فيها الشاعرة مع زوجها ورفيق دربها الشيخ عبدالله مبارك الصباح أياماً لا تنسى عام 1983.

* شاعرة كويتية